ضربة صينية جديدة.. نموذج Kimi K2 مفتوح ويدعي تفوقه على GPT-5

أعلن مختبر الذكاء الاصطناعي الصيني الصاعد مونشوت – Moonshot – عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد يعمل بالتفكير – reasoning model فائق القوة يحمل اسم “Kimi K2 Thinking”، في تطور مفاجئ ومحتمل أن يعيد تشكيل سباق التسلح العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي AI.

تدعي الشركة التي تتخذ من بكين مقرًا لها أن نموذجها الجديد يتفوق بشكل ملحوظ على أقوى النماذج الغربية الحالية، بما في ذلك GPT-5 الأحدث من شركة OpenAI، وكلود سونيت 4.5 من شركة أنثروبيك.

واستندت مونشوت في ادعاءاتها إلى نتائج معايير اختبار رئيسية، حيث تفوق Kimi K2 Thinking في اختبارات مثل “اختبار الإنسانية الأخير – Humanity’s Last Exam، و”BrowseComp” الذي يقيس قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على استخراج معلومات صعبة عبر متصفحات الويب، و”Seal-0″ لتقييم قدرات التفكير المعقد.

وفيما يتعلق بقدرات البرمجة، أظهر النموذج أداءً “مماثلاً” لأداء GPT-5 وسونيت 4.5، ولكنه لم يظهر تفوقًا ملحوظًا في هذا الجانب تحديدًا.

يعتمد Kimi K2 Thinking، الذي يُعد تطورًا لنموذج Kimi K2 (الذي أُطلق في يوليو)، على بنية “مزيج من الخبراء MoE” المتقدمة.

ووفقًا لوصف الشركة، فإنه يجمع بين “التخطيط طويل المدى، والتفكير التكيفي، والاستخدام الفعال للأدوات عبر الإنترنت (مثل المتصفحات)، لتوليد الفرضيات وتنقيحها باستمرار، والتحقق من الأدلة، والاستدلال، وبناء إجابات متماسكة”، وقد تم تدريب النموذج على ما يقارب تريليون معلمة parameters.

ضربة صينية جديدة.. نموذج Kimi K2 مفتوح ويدعي تفوقه على GPT-5
ضربة صينية جديدة.. نموذج Kimi K2 مفتوح ويدعي تفوقه على GPT-5

مفاجأة التكلفة والمصدر المفتوح

لكن الجانب الأكثر إثارة للدهشة في هذا الإعلان هو أن نموذج Kimi K2 Thinking مفتوح المصدر بالكامل، هذا يعني أنه متاح مجانًا للمطورين والشركات للوصول إلى الكود البرمجي والأوزان الخاصة به والبناء عليها، ويمكن الوصول إليه عبر منصة هجينج فيس Hugging Face.

وما يزيد من أهمية هذا الإعلان هو التكلفة المنخفضة بشكل لا يصدق، إذ صرحت مونشوت أن تدريب هذا النموذج المتطور كلف أقل من 5 ملايين دولار (4.6 مليون دولار بالتحديد، وفقًا لـ CNBC)، ويُعد هذا مبلغًا ضئيلاً للغاية مقارنة بالمليارات التي تنفقها مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى في الولايات المتحدة مثل أوبن إيه آي وجوجل لتطوير نماذجها الرائدة.

إذا تم التحقق من هذه الادعاءات بشأن الأداء المتفوق من قبل جهات خارجية مستقلة، فإن تداعيات هذا الإطلاق قد تكون هائلة على الصناعة، فمنذ وصول شات جي بي تي ChatGPT قبل ثلاث سنوات، تتعرض الشركات لضغوط لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي، وغالبًا ما يتضمن ذلك دفع اشتراكات باهظة لخطط مدفوعة، ويأتي نموذج مونشوت المجاني والمفتوح المصدر ليتحدى هذا النموذج التجاري مباشرة، ويقدم بديلاً قويًا بتكلفة شبه معدومة.

ومع ذلك، لا يزال البعض يتعامل مع الإعلان بحذر، خاصة بعد “الذعر الذي سببه نموذج DeepSeek” في يناير 2025، والذي أثار ضجة مماثلة حول نموذج صيني آخر مفتوح المصدر قبل أن تتضح حدوده الفعلية، ولكن، في كل الأحوال، يؤكد إطلاق “Kimi K2 Thinking” أن سباق الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر شراسة، وأن الابتكار لا يقتصر فقط على وادي السيليكون الأمريكي.

زر الذهاب إلى الأعلى