الذكاء الاصطناعي

DeepSeek | ذكاء اصطناعي صيني يتفوق على ChatGPT ويربك الأمريكان

نجحت شركة DeepSeek الصينية الناشئة في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، في إحداث صدمة بالسوق التكنولوجي العالمي، بعد تصدر تطبيقها الجديد قائمة التنزيلات بمتجر آبل الأمريكي، متفوقًا على منافسه الشهير “ChatGPT” التابع لشركة OpenAI والذي يُعد صاحب الريادة في هذا المجال خلال الوقت الحالي.

يأتي هذا الإنجاز بالتزامن مع إعلان الشركة الصينية عن تقنيات ثورية قد تعيد تشكيل مشهد الصناعة، وتُقلق كبار اللاعبين مثل نيفيديا ومايكروسوفت وغيرهما الذين ينفقون مليارات الدولارات ولا تزال منتجاتهم بعيدة عن منافسين مثل ChatGPT من OpenAI وجيميناي من جوجل.

ووفقًا لبيانات متاحة، قفز تطبيق DeepSeek الصيني، الذي يعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، إلى المركز الأول كأكثر التطبيقات المجانية تنزيلًا في الولايات المتحدة خلال أيام، متخطيًا ChatGPT للمرة الأولى منذ سنوات.

وترجع هذه القفزة جزئيًا إلى إطلاق الشركة لنموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي “R1” في 20 يناير الجاري، المصمم لمعالجة المشكلات المعقدة بأداء يُضاهي – حسب مزاعم الشركة – نموذج “o1” من OpenAI.

ديب سيك Deepseek

كشفت DeepSeek أن نموذج اللغة الكبير السابق “V3″، الذي أُطلق في ديسمبر 2023 ويُشكل أساس نموذج R1، تم تطويره بتكلفة تقل عن 6 ملايين دولار، بينما تجاوزت تكلفة تدريب نموذج “GPT-4” المنافس، 100 مليون دولار وفقًا لتصريحات سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الأكثر إثارةً للجدل حول الشركة الصينية هو ادعائها أن تدريب نموذج V3 تطلب 2,000 معالج فقط من طرازات نيفيديا المتخصصة للتدريب، مقارنةً بـ16,000 معالج تُستخدم عادةً في النماذج العالمية.

ويشير التقرير إن هذه المزاعم – وإن كانت غير مُؤكدة بشكل واضح – هزت الأسواق المالية، حيث انخفض سهم نيفيديا بنسبة 12% في التداولات ما قبل السوق، فيما شهدت أسهم كبرى الشركات التي تعمل على تطوير منتجات في هذا المجال مثل مايكروسوفت وميتا، اتجاهًا هبوطيًا أيضًا.

يُعزى هذا التفاعل إلى مخاوف من أن تقنيات DeepSeek قد تُقلل الاعتماد على البنية التحتية باهظة التكلفة التي تستثمر فيها الشركات الأمريكية مليارات الدولارات، مثل مشروع “Stargate” المشترك بين مايكروسوفت ونيفيديا والمُقدر بتكلفة 500 مليار دولار.

من جهته ذكرت نيويورك تايمز إن نجاح DeepSeek طرح تساؤلات جوهرية حول جدوى النهج السائد في صناعة تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على قوة حوسبة هائلة ومراكز بيانات ضخمة، إذ يقول محللون: “إذا كانت الشركة الصينية حقًا حققت هذا الأداء بتكلفة وموارد أقل، فهذا يشير إلى إمكانية تغيير قواعد اللعبة، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية التي تحاول عرقلة تقدم الصين في المجال”.

من جهتها، لم تعلق شركات مثل OpenAI أو نيفيديا بشكل رسمي على هذه المزاعم، لكن مصادر في القطاع تؤكد أن الابتكارات الصينية إن ثبتت قد تُجبر الشركات الغربية على إعادة حساباتها، سواء في الاستثمارات التقنية أو الاستراتيجيات الجيوسياسية المرتبطة بالهيمنة التكنولوجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى