السعودية تشتري الشركة المطورة للعبة FIFA بصفقة تاريخية ضخمة

قاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وشركة الأسهم الخاصة Silver Lake وAffinity Partners التي يديرها جاريد كوشنر، صفقة ضخمة للاستحواذ على شركة Electronic Arts، المعروفة بألعاب فيديو شهيرة على رأسها FIFA.

وأعلنت شركة Electronic Arts عن الصفقة التي بلغت قيمتها 55 مليار دولار في بيان صحفي عبر موقعها الرسمي.

وتواجه الشركة توقعات مبيعات ضعيفة وتغييرات داخلية، كما شكك بعض المعجبين في قوة إصداراتها القادمة.

وهذا الاستحواذ سيحول EA إلى شركة خاصة وقد يمنحها حرية أكبر في خوض المخاطر، سواء عبر التوسع في الذكاء الاصطناعي، أو التركيز على الألعاب الخدمية الحية (Live-service)، أو تطوير ألعاب ضخمة للجيل الجديد بعيدا عن الضغوط المستمرة لتقارير الأرباح الفصلية.

أما بالنسبة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، فالصفقة جزء من خطة أوسع لجعل الألعاب والترفيه الرقمي عنصرا أساسيا في المستقبل.

ففي السنوات الأخيرة، ضخ الصندوق مليارات في استوديوهات الألعاب والرياضات الإلكترونية والبنية التحتية لصناعة الألعاب، ما يثبت أن هذا القطاع ليس مجرد مشروع جانبي بل محور استراتيجي رئيسي.

وتُعد هذه الصفقة ثاني أكبر عملية استحواذ في تاريخ الألعاب، بعد استحواذ مايكروسوفت على Activision Blizzard في عام 2023 مقابل 75.4 مليار دولار.

اقرأ أيضا: السعودية تطلق منافسا عربيا لـ ChatGPT

ما هي شركة Electronic Arts؟

تأسست EA عام 1982 في وادي السيليكون، وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر ناشري ألعاب الفيديو تأثيرا في العالم.

اشتهرت بدورها المبكر في الترويج للمطورين باعتبارهم “فناني برمجيات”، وأسهمت في تشكيل صناعة الألعاب الحديثة عبر دفع الإبداع إلى التيار العام.

من أبرز نجاحاتها سلسلة FIFA، التي أعيدت تسميتها مؤخرا إلى EA Sports FC، والتي تعد لعبة الرياضة الأكثر مبيعا في العالم، إضافة إلى سلسلة Madden NFL الشهيرة في السوق الأمريكية.

خارج الألعاب الرياضية، تقف EA وراء سلسلة The Sims، واحدة من أنجح ألعاب الكمبيوتر، وكذلك Battlefield، وهي سلسلة طويلة الأمد من ألعاب التصويب.

كما تنشر الشركة لعبة Apex Legends، وهي لعبة باتل رويال حافظت على قاعدة لاعبين قوية منذ إطلاقها المفاجئ عام 2019.

اعتمدت EA استراتيجيات قائمة على شراكات ضخمة مع منظمات رياضية مثل NFL و Fifa، إلى جانب نماذج إيرادات متكررة من خلال المشتريات داخل اللعبة والخدمات الحية.

هذه المقاربة جعلتها من أكثر شركات الألعاب ربحية، بإيرادات سنوية بالمليارات وحضور على أجهزة الكونسول والحواسيب والهواتف الذكية.

التحول إلى شركة خاصة يمنح EA فرصة للهروب من ضغط الأرباح الفصلية، ما يسمح بمشاريع طويلة الأمد قد تستغرق 5 إلى 7 سنوات مثل تطوير عناوين جديدة أو محركات ألعاب متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

كما يتيح للمستثمرين الجدد حرية أكبر في ضخ الأموال في مجالات مثل الألعاب السحابية، والرياضات الإلكترونية، وطرق جديدة لرواية القصص داخل الألعاب، دون القلق من تقارير الأرباح قصيرة المدى.

الملكية الخاصة قد تمنح EA فرصة لإعادة ضبط صورتها الداخلية، والتخلص من سمعة ثقافة العمل المرهقة والجمود الإبداعي، عبر تبني نماذج قيادية جديدة وحوافز أفضل للمطورين.

زر الذهاب إلى الأعلى