أبل تهدد بمنع أقوى ميزات آيفون بسبب اتهام بولندي
في تصعيد جديد لصراعها المستمر مع الهيئات التنظيمية الأوروبية، ردت شركة أبل بتحذير شديد اللهجة بعد أن اتهمها منظم المنافسة في بولندا، بتضليل المستخدمين حول مستوى الخصوصية الذي توفره ميزة “شفافية تتبع التطبيقات”، وهددت أبل بسحب هذه الحماية الهامة من مستخدمي الاتحاد الأوروبي بالكامل.
أعلن مكتب مكافحة الاحتكار البولندي (UOKiK) يوم الثلاثاء أنه فتح تحقيقاً لمعرفة ما إذا كانت سياسة الخصوصية التي تتبعها أبل، وتحديداً ميزة شفافية تتبع التطبيقات، تقيد المنافسة في سوق الإعلانات عبر الهاتف المحمول.

ونُقل عن رئيس مكتب UOKiK، توماش خروستني، قوله:
“نشتبه في أن سياسة ATT ربما ضللت المستخدمين بشأن مستوى حماية الخصوصية بينما زادت في الوقت نفسه من الميزة التنافسية لأبل على الناشرين المستقلين.”
وتتمحور تهمة المنظم البولندي حول أن أبل تمنح نفسها حق الوصول إلى البيانات – التي يُمنع الآخرون من الوصول إليها بدون موافقة صريحة – لاستخدامها في بيع الإعلانات المستهدفة على منصاتها الخاصة مثل “متجر التطبيقات”.
ووفقًا لما نشره 9to5mac، نفت أبل الاتهامات بشدة، مؤكدة أن الأمر لا يعدو كونه سوء فهم، ولكنها أصدرت بياناً حاداً تشير فيه إلى أن الضغوط التنظيمية قد تجبرها على اتخاذ قرار جذري:
“ليس مفاجئًا أن صناعة تتبع البيانات تواصل معارضة جهودنا لإعادة السيطرة على بياناتهم للمستخدمين، والآن قد يجبرنا الضغط الشديد على سحب هذه الميزة، على حساب المستهلكين الأوروبيين.”
ويشير محللون إلى أن الاتهام البولندي قد يكون ناشئاً عن حقيقة أن أبل لا تعرض مربع حوار الموافقة على التتبع لتطبيقاتها الخاصة (على عكس تطبيقات الطرف الثالث)، ولكن هذا يعود إلى أن أبل لا تستخدم المعرف الفريد الخاص بالتتبع في تطبيقاتها، وبالتالي لا تحتاج إلى طلب الإذن.
يُعد هذا التحقيق جزءاً من صراع أوسع بين أبل وقوانين الاتحاد الأوروبي التي تهدف لضمان “مجال تكافؤ فرص التنافس” في السوق، وتشترط هذه القوانين على أبل مشاركة أي بيانات تصل إليها وتستخدمها لتحسين منتجاتها مع الشركات المنافسة.
وكانت أبل قد واجهت موقفاً مشابهاً سابقاً بخصوص ساعتها الذكية، حيث فضلت إزالة ميزة الحصول على سجل Wi-Fi من ساعاتها في الاتحاد الأوروبي بدلاً من مشاركة البيانات مع الشركات المنافسة للساعات الذكية.





